وزير السكن تبون : تنوع المنظومة الوطنية للسكن سمح بامتصاص نسبة كبيرة من الطلب
الجزائر- أكد وزير السكن و العمران و المدينة عبد المجيد تبون يوم السبت ان
تنوع منظومة السكن الحالية سمح للجزائر بامتصاص نسبة كبيرة من الطلب الوطني و على
مختلف الشرائح الاجتماعي.
و اوضح السيد تبون في حديث صحفي لوأج ان المنظومة الجزائرية الحالية للسكن
"فريدة من نوعها و تستقبل كل الاطياف و وفقا لمختلف مستويات المداخيل"
مما سمح حسبه بتغطية نسبة كبيرة من الطلب الوطني على السكن.
"اليوم لا توجد اي شريحة من المواطنين لم تمسهم صيغ السكن" يقول
الوزير مذكرا انه في السابق كانت منظومة السكن "تقتصر على نمط واحد فقط هو
السكن الاجتماعي و الذي شيدت حسبه العديد من الاحياء بالمدن الكبرى على غرار
العاصمة مثل احياء قاريدي بالقبة".
و في هذا السياق شدد السيد تبون على ان المشاريع السكنية المسجلة لن تتاثر بتراجع
اسعار النفط مؤكدا ان مجهودات الدولة في هذا المجال ستتواصل. و كان رئيس
الجمهورية قد اكد ان المجهودات المبذولة من طرف الدولة في قطاع السكن "ستستمر
و لن تتوقف او تتاثر بسعر البرميل" يقول الوزير الذي استبعد ان يتكرر سيناريو
1991 حينما اضطرت السلطات الى التخلي عن جميع المشاريع بسبب الضائقة المالية التي
نجمت عن سقوط اسعار النفط سنة 1986.
و حسب الوزير فان التغيرات التي شهدتها البلاد على الصعيد الاقتصادي ادت الى
بروز القطاع الخاص الذي صار اليوم يمثل نسبة لا تقل عن 56 بالمائة من مجمل
المشاريع السكنية مقابل نسبة لا تتعدى 8 بالمائة لصالح القطاع العمومي.
و بخصوص نقص اليد العاملة في مجال السكن و البناء اعترف السيد تبون
"بعزوف الشباب عن المهن التي تتطلب مجهودات جسدية على غرار تلك المرتبطة
بالبناء" مضيفا ان الحل يكمن في مواصلة جهود مكننة القطاع و العمل على ادخال
التقنيات الجديدة موازاة مع تشجيع التكوين و التشغيل في مهن الرقابة و المتابعة
للمشاريع السكنية.
و ذكر في هذا الاطار بالاتفاقية المبرمة سنة 2013 بين وزارتي السكن و التكوين
المهني بخصوص تكوين 72 الف شاب في هذه الوظائف حيث تم تكوين 42 الف شاب خلال السنة
الماضية.
و ستسمح مثل هذه الاجراءات بخلق المزيد من مناصب الشغل الشيء الذي يؤهل قطاع
السكن لان يكون "القاطرة الامامية لامتصاص البطالة بالجزائر" يقول
الوزير. و عن مشروع الحكومة لانشاء مصانع للسكن اشار السيد تبون الى ان
الحكومة قد اعدت قائمة مصغرة للمؤسسات الوطنية و الاجنبية العاملة في هذا المجال و
التي سيتم اختيارها للمساهمة في تنفيذ المشروع مضيفا انه ينتظر الاعلان عن هذه
القائمة قبل نهاية الشهر الجاري في حين تتضمن شروط الاعتماد احترام المقاييس
الخاصة بالبناء المضاد للزلازل اضافة الى ضرورة بناء سكنات تتلاءم مع النمط المعيشي
لكل منطقة.
القضاء على مشكلة السكن الهش بالهضاب العليا
و فيما يتعلق بامتصاص السكنات القصديرية و الهشة اكد السيد تبون ان ولاية
الجزائر عرفت لوحدها ترحيل 25 الف عائلة الى سكنات لائقة منذ بداية السنة الجارية
في حين بقيت نحو 5.000 عائلة على مستوى حي جسر قسنطينة -الذي يعتبر اكبر بؤرة
للسكن القصديري بالعاصمة- سيتم التكفل بها قريبا.
بالمقابل "فقد تم القضاء بالكامل على مشكلة السكن الهش بالهضاب العليا في
الوقت الذي تتركز مجهودات السلطات على مواجهة هذه المسالة حاليا بكبريات المدن
الشمالية اما من خلال اعادة ترميم هذه السكنات او تهديمها اذا اقتضى الامر و ترحيل
اصحابها الى سكنات لائقة" حسب السيد تبون.
و لدى تطرقه الى قانون التسوية و مطابقة البايات لفت الوزير الى ان اغلبية
المواطنين المعنيين بالقانون قد سووا اوضاعهم في حين تعكف مختلف مصالح التعمير على
التكفل بالباقين.
و ذكر في هذا الاطار ان السكنات التي شيدت فوق اماكن يمنع البناء عليها
مثل قنوات نقل الغاز سيترتب عليها التهديم مع ترحيل ساكنيها او تعويضهم مضيفا ان
المخالفات المسجلة بخصوص احترام المطابقة العقارية للسكنات تعتبر "من تبعات
فترة اللاامن التي شهدتها البلاد خلال سنوات التسعينيات".
و عن سؤال حول التاخر المسجل في عمليات بيع السكنات الاجتماعية للمواطنين اشار
الوزير الى انه تم الى حد الان استكمال الاجراءات الخاصة ببيع 120 الف مسكن من ضمن
670 الفا طرحت للبيع من طرف دواوين الترقية و التسيير العقاري. و يرجع هذا
التاخر الى عدة اسباب منها ارتفاع السعر المقترح للبيع الى جانب انتقال الاستفادة
من شخص لاخر سواء عن طريق البيع بدون عقد موثق او الكراء.
و للتكفل بهذا الاشكال عمدت مصالح الوزارة الى تخفيض سعر البيع موازاة مع
انشاء لجنة وزارية مشتركة (السكن و الداخلية) لبحث الحلول و ايجاد تسويات الى جانب
تبسيط الاجراءات الادارية و حصرها في طلب يحرر من طرف المستفيد و يوجه الى فرع
ديوان الترقية و التسيير العقاري.
من جهة اخرى لفت السيد تبون الى ان الحظيرة الوطنية للعقار تضم اليوم نحو 4ر8
مليون مسكن مقابل 68ر1 مليونا غداة الاستقلال.
تابعونا على
0 التعليقات :
إرسال تعليق